اشتهرت مدينة ووهان مؤخرا بشكل عالمي بعد انتشار فيروس الكورونا و لقد لحقها الكثير من الاشاعات و الكثير من القصص ولم نكن نعرف إلى اين ستؤول أحوال بلاد العالم و كيف سيغير فيروس كورونا حياتنا.
ووهان مدينة جميلة تقع في قلب الصين وهي عاصمة مقاطعة هوبي و تعتبر مدينة ووهان اكبر مدن المقاطعة بتعداد سكاني يزيد عن أحد عشر مليون نسمة.
تشتهر ووهان بجامعتها الكبيرة و العريقة التي تم تشييدها في عام 1893, و أطلق عليها عدة أسامي قبل أن تسمى جامعة ووهان , و قد حصلت على المرتبة 245 وفقا للتصنيفات العالمية للجامعات CWUR لعامي 2019-2020. وهي من المدن الرئيسية في العالم في الأبحاث العلمية وتحتل المرتبة الثالثة عشر عالميًا والرابعة في الصين (بعد بكين وشنغهاي ونانجينغ).
في عام 2017 ، تم تصنيف ووهان كمدينة إبداعية من قبل اليونسكو ، في مجال التصميم.
الصين بلد كثير الأمطار و الأنهار حيث لا تكاد أن تخلو مدينة من نهر عريض و عميق, مما أعطى الصين قيمة تجارية وصناعية إضافية , لان هذه الأنهار تستطيع حمل البواخر الثقيلة لنقل بضائعها بين المقاطعات و الى موانئ المحيط , فتربط مدنها الداخلية بأسطولها التجاري البحري الذي غزى العالم.
من أشهر أنهار ووهان و اكبرها نهر اليانغتسي أطول أنهار آسيا و الثالث طولا في العالم, حيث يمتد على طول 6900 كم .
دخل نهر اليانغتسي التاريخ في الفيضانات الكارثية ففي عام 1931 نتج عن هذا الفيضان تشرد مئات الألاف من البشر و ظلت المدينة غارقة في مياه النهر لثلاثة أشهر , و انتشرت الأمراض و الآفات و الجوع وقضى نحبه ما يقارب الثمانمائة ألف شخص. و في عام 1954 فاض النهر مرة أخرى ليحصد أرواح ثلاثين الف مدني.
بالإضافة للكوارث الطبيعية تعرضت ووهان لكوارث أخرى , ففي سنة 1944 كانت ووهان قاعدة مهمة للعمليات اليابانية في الصين حين تعرضت للقصف من قبل الأمريكيين حين قام الطيران الأميركي بإلقاء سبع وسبعين قنبلة أودت بحياة الألاف من الصينين الأبرياء و هدمت أجزاء كثيرة من المدينة.
لكن لا شيء يشبيه الكورونا التي تجاوزت حدود ووهان لتغلق على العالم أجمع , بكارثة صحية غير مسبوقة.
لم يهدد الكورونا حياة الانسان فحسب بل كان سببا في انهيار القطاعات الصحية و تعطل الاقتصاد وتسكير المطارات و المدارس و الجامعات.
و قد خسر الكثير من الأطباء أرواحهم في معركتهم مع هذا الفيروس .
قصتي لأحد الأطباء الصينين يروي ما حملته حقائبهم حين تقرر سفرهم الى ووهان للخدمة في مستشفاها الميداني الشهير الذي بُني بعشرة أيام.
وهي من القصص الإنسانية التي حدثت في الايام الأولى للفيروس حين كان لايزال غامضا و لم تكن القطاعات الصحية مدّربة على التعامل معه او تستطيع تحديد مدى خطورته. وكانت حالة البلاد كحالة طوارئ الحرب و منع التجول, وقد تم تجنيد الكثير من الأطباء وارسالهم الى ووهان للمساعدة في العلاج و تحصين المدينة من انتشار الفيروس اكثر
كان يتم تحضير مجموعات طبية و ارسالها تباعا كل اسبوعين , وهذه الصور لاطباء من مدينة شنغهاي , قد يبدو هذا الخبر عاديا حتى تقوم بالنظر إلى حقائب هؤلاء الاطباء و الممرضين..
لقد قاموا بتحضيرات خاصة فلم يحملوا اي ملابس في حقائبهم فقط الحفاضات بديلا عن الملابس الداخلية.
أحد هولاء الدكاترة هو وي تشن وهو طبيب شاب يعمل في شنغهاي و لديه طفل يبلغ من العمر ست سنين. هولاء الدكاترة في معظمهم متطوعون وقد غادروا عائلاتهم لكي يحمونهم من هذا الوباء فهي اصبحت مهمة انسانية و قومية وعالمية.
قامت وزارة الصحة بتوجيه جميع العاملين بالمستشفيات باستبدال ملابسهم الى الحفاضات والملابس الداخلية ذات الاستخدام لمرة واحدة حيث انها معقمة و مغلفة , لعدم توفر الوقت و المعدات الكافية لتعقيم الملابس اليومية و تخفيض نسبة خطر الاصابة و تقليل استهلاك الملابس وغسلها و تعقيمها و تكريس وقتهم للمرضى عوضا عن الاهتمام بتعقيم أنفسهم .
اتمنى له ولجميع هولاء الابطال السلامة و ان يعودوا الى اسرهم وهم بأفضل حال .واعتقد أنهم يستحقون لقب أبطال.
جدير بالذكر أن حدود المدينة ومطار ووهان تم إغلاقهما حين اكتشاف الفيروس لأشهر ولم يُفتح المطار الا فقط امام طائرات الاغاثة و للطائرات التي تجلي رعاياها من غير الصينين بعد تنسيق السفارات مع المعنين في الحكومة الصينية.