علاقة الشمس مع الأرض من أبسط و أوضح الأمثلة على معنى الاستدامة , الشمس تصدر طاقة متجددة لا تنفذ إلا أن تأثير هذه الطاقة على الأرض أصبح اكثر تعقيدا من مجرد أنها تحول مياه البحار و المحيطات و الانهار الى بخار يتكاثف ليصبح أمطارا او حتى من تحويل زهور النباتات و الأشجار الى فواكه او خضار . وهذا بسبب ما يتسببه الانسان من فوضى في محيطه الحيوي واستهلاك الطاقات الغير متجددة دون الاخذ بعين الاعتبار انها قابلة للزوال.
أتى مفهوم الاستدامة كمفهوم وفلسفة أخلاقية و إنسانية ,ولكي تحث المجتمعات على تغير طريقة استهلاكها للبيئة المحيطة وذلك بالتخلي عن بعض من رفاهيتنا من أجل رفاهية الآخرين. ورغم تعريف الاستدامة و ربطها بالأخلاق لكن في الواقع لا يمكن إرغام شخص على أن يقوم بأعمال خيرية مثلا ,او صدقات أو تطوع للمساعدة في مجال ما . و لا يمكن بالمقابل اجبار الأشخاص الاخرون و اكراههم على التعبير عن امتنانهم لهذه الأفعال أو الخدمات.
لذلك رأى القائمون على هذه الدراسات أنه لا يجب ارغام المجتمعات على القيام بهذه الأفعال الا اذا كانت حاجة ملحة لتحقيق العدالة . وهنا تدخل القوانين و التشريعات, التي تضمن انه من لديه الحق في شيء ما ، على الآخرين واجبات للتأكد من أنه يحصل على حقوقه.
هذه اللبنة الأساسية في مفهوم الاستدامة فحين نعرف حقوقنا نبدأ بفهم حقوق الاخرين . ولا تقتصر العدالة على حقوق الأفراد الموجودين حاليا فقط انما على أن لا تؤثر على حقوق الأجيال القادمة.
هناك الكثير من الامثلة عن الاخلاق المجتمعية التي لايمكن فرضها على جميع سكان الارض كاعادة التدوير مثلا و الحد من استهلاك مادة البلاستيك . وأيضا كمثال عن العدالة الاجتماعية بفرض ضرائب بشرائح مختلفة حسب قيمة دخل الفرد، تضمن تكافل اجتماعي معين و تساعد الدولة في الحد من الفقر و بناء نطام اقتصادي متوازن.
نعود الى تعريفنا كما ذكرناه سابقا ان الاستدامة هي
تنمية تلبية احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتهم الخاصة